المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١١

ســـــــــــــــــــــــــــــــوريا

سوريَّة ليست حبيبتي! إنَّها الآنَ امرأةٌ سابقةٌ في حياة العربِ، وحبٌ قديمٌ لا يُثيرُ الأسى. على زندها الأيسر كتبَ كلُّ عربيٍّ شاب أول نقش في العشق المُستَرَقِ، وجاءَها الرجالُ من كلِّ الزوايا المعتمة يطلبونَ غرة النهار، ولما غادروها خبأوا ضوءَها في أنفاق بلاد لا يغادرُ توقيتها منتصف الليل؛ سوريَّة الآن لكلِّ العرب، واحدةٌ من نساء قليلات وجوههنَّ جميلة، ولا يستذكرونها إلا بقول ابنها الشاعر:"..ويَصرْنَ أجمل عندما يبكينا"! وهي ليْسَتِ الآنَ على ما يُرام..؛ وحيدةٌ مثل نجمةٍ سينمائيَّةٍ لا بطل يطولُ قامتَها، أو سماءٍ يخشى العبادُ المذنبونَ من النظر إليْها، هي النهرُ المهجورُ الذي تغيَّر لونَهُ إلى الأحمر فخشي المتنزهونَ الرجوعَ إلى مكان الجريمة، أو المسرحُ الذي انقلبت أدواره وصارت مقاعدُ المتفرجين ساحة لـ 20 مليون عرض موندرامي غير مسموع الألم..؛ هي إذاً البلادُ المغلقةُ على "حبِّ لا يرى الشمس"! لا كتفٌ تبكي عليه سورية إذا أرادت البكاءَ، وإذا توجَّعَ وجعُها لا وجهَ قريباً أو بعيداً يستجيبُ بنخوة أو استرخاء لندائها المُكابِرْ: "أخ". مذبوحَةٌ على مذبحها من الور